كورونا يتسبب بأزمات نفسية في الصين

العربي الجديد
أغسطس 27، 2022


شهد النصف الأول من العام الحالي تلقي مراكز الاستشارات النفسية في الصين استفسارات يومية قياسية تركز معظمها حول قلق الناس بشأن حياتهم المهنية، وعدم رضاهم عن إدارة المجتمع للحجر الصحي الذي فرض خلال جائحة كورونا ومتحوّرها "أوميكرون".

كما ظهرت مشكلات على صعيد انعدام يقين المواطنين بمستقبلهم، وشعورهم بضيق شديد من قراءة الأخبار السلبية الخاصة بالجائحة، ومن الأزمات التي تشهدها العلاقات الأسرية.
ودفعت المخاوف المتزايدة من التأثيرات السلبية للاضطرابات النفسية السلطات الصينية إلى إدراج الصحة العقلية والدعم النفسي الاجتماعي ضمن خطط الاستجابة لجائحة كورونا، كما أطلقت الحكومة خطاً ساخناً للعلاج النفسي يعمل على مدار 24 ساعة، وأصدرت اللجنة الوطنية للصحة خطة عمل للإرشاد النفسي أثناء الوباء ضمت 1250 معالجاً ينتشرون في 26 مدينة ومنطقة، ووضعت قيد الخدمة تطبيقات إلكترونية متخصصة في تقييم الصحة النفسية للمستخدمين من خلال الإجابات التي يقدمونها على أسئلة محددة تتعلق بظروف عيشهم وحياتهم الصحية.
يعيش الشاب لين وي بينغ، في مقاطعة فوجيان (شرق). اكتشف قبل ثلاثة أشهر إصابته بفيروس كورونا بعدما عاد من رحلة عمل إلى مدينة شنغهاي. يقول لـ"العربي الجديد": "بعد تشخيص حالتي الموجبة، خضعت إلى حجر صحي في أحد المراكز الطبية مدة 14 يوماً. وبعد تأكيد خلو جسمي من المرض في نهاية الأسبوع الثاني، خضعت أيضاً إلى حجر صحي منزلي مدة 8 أيام، وحين عدت إلى الانخراط في المجتمع، تجنب جميع زملائي في العمل الاقتراب مني، وحين كنت أبادر إلى فعل ذلك كانوا يغلقون أنوفهم بأكفهم، وكأنني وباء يسير على قدميه بينهم". 
يتابع: "أصابني هذا التصرف بصدمة نفسية جعلتني أشعر بالتمييز لمجرد أنني أصبت بالفيروس. وحتى إن هناك أفراداً في أسرتي تعاملوا معي بطريقة غير لائقة، فبعد انتهاء فترة الحجر الصحي طالبتني أمي بعدم مخالطة أخي الذي يصغرني بعام واحد، وتجنب تبادل  الملابس والطعام معه، وأن أحافظ على مسافة معه حين نتكلم في المنزل". ويؤكد أنه عانى خلال الفترة الماضية من اضطرابات نفسية بسبب الحوادث وردود الفعل القاسية والغريبة التي واجهها، فلم يتردد في الاتصال بطبيب نفسي كي يساعده في الخروج من أزمته.

مشاركة

تم النسخ