من جديد، يعود هاجس الخوف والقلق مع تزايد حالات الإصابة بالمتحور الجديد لكورونا، ونسبة الانتشار العالية، فهو أمر يقلق الكثيرين حول العالم الذين يخشون العودة لدوامة كانت شبه انتهت.
القلق يزداد عند متابعة التقرير اليومي لحالات الإصابة بالفيروس والخوف من التقاط العدوى، خصوصا وأن المتحور الجديد سريع العدوى والانتشار رغم أن أعراضه ليست “شرسة” مقارنة بالمتحورات السابقة. منظمة الصحة العالمية كانت قد حذرت من انتشار المتحور الجديد المتفرع عن أوميكرون على نطاق واسع، مؤكدة أن الوباء لم يقترب من نهايته.
العودة لارتداء الكمامة من جديد والتعقيم ومسافة الأمان والإجراءات الاحترازية، كلها أمور زادت من نسبة التوتر لدى عائلة خالد سامي بعد إصابته للمرة الثالثة بفيروس كورونا بعد مخالطته لأحد أفراد العائلة القادم من السفر. ويقول سامي “اعتقدنا أن كورونا انتهت ولكنها عادت من جديد والأمر لا يستهان به”، مشددا على ضرورة العودة للالتزام الحقيقي والشعور بالمسؤولية عند الأشخاص الذين تظهر عليهم الأعراض.
القلق والتوتر أيضا يرافقان زينة خليل التي ما إن تنفست الصعداء بعد انتهاء جائحة كورونا وعودة الحياة إلى طبيعتها حتى عادت كورونا تدق الأبواب بمتحور جديد سريع الانتشار.
لم تنس زينة بعد نوبات القلق والخوف الكبيرة التي كانت تسيطر عليها خلال العامين الماضيين بسبب الجائحة، والخوف على صحتها وعلى عائلتها من خطر الإصابة، فضلا عن الأزمات الاقتصادية المتتالية التي عصفت بالكثير من الأسر التي فقدت وظائفها بسبب أزمة كورونا.
خوف مركب على الصحة والمال، يعصف بكثير من الأسر التي تخشى العودة للضائقة المالية الكبيرة، كتلك التي عاشتها عائلة أبو رامي الذي انقطع عن العمل عامين كاملين إثر جائحة كورونا، ولا تحتمل أي ظروف أخرى مشابهة.
مشاكل نفسية مركبة خلفتها جائحة كورونا تركت ندوبا في النفوس ممن فقدوا أحد أفراد عائلاتهم ومن عايشوا لحظات عصيبة مع الإصابة، لتتحول إلى هواجس وقلق والآن يعود الفيروس بمتحوره الجديد سريع الانتشار ينشر الخوف والقلق من جديد داخل البيوت.
وبحسب خبير الصحة النفسية والأمراض العقلية بالمنظمة الأممية الدكتور مارك فان أومرين، فإن الفرد عندما يعاني من الاكتئاب، يظهر الأثر في أماكن العمل، فإن السبب الرئيسي لحصول العاملين على إجازة مرضية يرجع إلى ظروف الصحة النفسية، على الرغم من عدم قول ذلك في كثير من الأحيان، وبالمثل، فإن هذه الحالات شائعة جدًا.